المرتبة الخامسة في نتائج بكالوريا 2023 هل هو مؤشر على تراجع جودة التعليم بالمنستير 

690

إحتلت ولاية المنستير مراكز متقدمة لسنوات في ترتيب الناجحين في مناظرة البكالوريا و حازت مؤسساتها التربوية على العديد من الجوائز و التكريمات في الملتقيات الوطنية في المجال التربوي و الثقافي.

تعتبر نتائج مناظرة البكالوريا و ترتيب المندوبيات حسب نسبة الناجحين محرارا لجودة التعليم بالجهة و قد كانت ولاية المنستير تتنافس مع ولاية صفاقس على المراتب الأولى.

لا يمكن فهم العلاقة بين نتائج مناظرة البكالوريا و ترتيب المندوبيات من دون تجميعها في رسم بياني و لذا قام فريق العمل في مرحلة أولى بالبحث و جمع النتائج الرسمية بين 2015 و 2023 ثم عرضها عن طريق رسم بياني تفاعلي يبين المراتب السنوية للمندوبيات الجهوية للتربية حسب نتائج البكالوريا من سنة 2015 إلى حدود 2023.

تحصلت مندوبية التربية بالمنستير على المركز الخامس في نتائج البكالوريا لسنة 2023 بنسبة  تساوي 63.92٪

مما جعلنا نتساءل عن أسباب تراجع النتائج و الحلول الممكنة لتحسين و تطوير قدرة التلميذ على الاستيعاب وتحقيق نتائج أفضل.

الإضرابات و كثرة الغيابات

يقول محدثنا أحمد وهو أحد رجالات التربية و يعمل بمدرسة إعدادية أن المناخ الاجتماعي المتشنج و كثرة الإضرابات و التقطع الحاصل في أيام الدراسة و خاصة عملية حجب الأعداد انعكست سلبا على نفسية  التلميذ و جعلته ينفر من الدراسة وأصبحت المؤسسات التربوية بمثابة الحضانة و ليس لها أي دور تربوي و من ناحية أخرى فإن عدم قدرة التلميذ والولي على تقييم المكتسبات المعرفية المتحصل عليها نتيجة لغياب الأعداد  و عدم وضوح الرؤية.

قد تكون الأسباب التي طرحها محدثنا هي أسباب عامة و إشكالات وطنية لكن لا يمكن تجاهل انعكاساتها السلبية على نتائج التلاميذ. 

غياب الأنشطة الثقافية و النوادي المدرسية

يعتبر ماجد أن غياب الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية بالمؤسسات التربوية جعلها فضاء منفرا للتلميذ.

سبع ساعات يوميا هو معدل تواجد التلميذ بمقاعد الدراسة و لو جمعنا بين هذا المعدل و طريقة التدريس القائمة على التلقين و الحفظ  سنجد أننا  نحملهم ضغطا نفسيا مما يجعلهم غير مقبلين على التعلم و لذا فإن من أوكد الحلول هو بعث النوادي المدرسية و تفعيل دورها

(في انتظار محادثات مع مختصين في الشأن التربوي و مسؤولين عن بعض المؤسسات التربوية )

إعتماد التجارب الموازية هو الحل الأنجع

يعتقد حسام وهو ناشط بالمجتمع المدني أن للجمعيات و المنظمات دور كبير في تحسين نتائج التلاميذ و العمل معهم لتحفيزهم حيث سرد علينا العديد من التجارب و التظاهرات التي قامت بها الجمعيات بالجهة بالشراكة مع المندوبية لتحسين نتائج التلاميذ و تقيم مستواهم و رصد الإشكاليات التي تعترضهم.

من بين البرامج التي نفذتها الجمعية هو توقيع إتفاقية مع منصة رقمية خاصة تعنى بتقديم دروس دعم للتلاميذ مما مكنهم من تخفيضات هامة عند التسجيل كذلك كانت لهم الأسبقية في تنظيم أولمبياد الإملاء في اللغة الإنقليزية بولاية المنستير بالشراكة مع المندوبية الجهوية للتربية كذلك تم بعث نوادي للغات بالشراكة مع المكتبة العمومية بقصرهلال و لكن يبقى تنظيم الإمتحان التجريبي لشهادة ختم التعليم الأساسي بمشاركة 3 مدارس إعدادية بالجهة فرصة حقيقية لتقييم التلاميذ و العمل على تعزيز قدراتهم.

الاكيد ان عملية التقييم و طرح إستراتيجيات الإصلاح التربوي هي خطة وطنية بالأساس لكن لايمكن طرح حلول عملية و قابلة للتنفيذ دون فتح باب النقاش و تقديم المقترحات من طرف القواعد و الجهات حتى تتمكن الوزارة من تنفيذ مشروعها على أرض الواقع.

- Advertisement -

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.