الفن للجميع، شعار المرحلة للجمعيات الثقافية بمدينة قصر هلال.
تعمل العديد من الجمعيات والفعاليات الثقافية بمدينة قصر هلال خلال هذه الفترة على تجميع الجهود و التكاتف حول خلق حركية ثقافية بالجهة والعمل على مشروع ثقافي فني جامع يرتقى بالذائقة الشعبية والجمهور.
كما يطمح هذا المشروع بحسب عدد من الفاعلين والنشطاء على الساحة الثقافية بالجهة إلى القطع مع حالة التشتت الذي يعيشه المجتمع المدني ومع مركزة العمل الثقافي والمساهمة في الدفاع عن الحق في النفاذ للفن حتى يبلغ عمق المجتمع ويصير شأنا مشتركا بين جميع أفراده وفئاته دون تميز أو استثناء.
قصر هلال… الفن وجهتنا
وتتنزّل ضمن هذا السياق بادرة جمعية “أبولون” المتمثلة في بعث مهرجان لفنون الشارع هدفه الإنفتاح على الطاقات الشبابية بالمدينة لتعزيز صفوف هيئة مهرجان فنون الشارع للدورة 11 التي ستقام بشوارع المدينة نهاية جويلية 2023 حيث تحمل هذه الدورة اسم الفنانة الراحلة ريم الحمروني.
يؤكد وفائي امين النباوي مدير مهرجان فنون الشارع لسنة 2023 بقصر هلال على اهمية المهرجان و على تفرده في الجهة و يعتبر الدورة الحالية دورة استثنائيّة من حيث البرمجة و الرؤية “لما بلغه فريق العمل من خبرة من خلال التكوين والعمل الميداني وكذلك عملية التشبيك مع العديد من الجمعيات الدولية والوطنية مما أحدث نقلة نوعية على مستوى الحراك الثقافي بالجهة”، بحسب تقديره.
كما يعتبر أن استقطاب شباب من خارج جمعية “أبولون” و إدماجهم في صلب الهيئة المديرة للمهرجان سيكون إضافة هامة من ناحية الأفكار وتنوعها و خاصة تجسيدها في برنامج الدورة الذي سيكون مزيجا من العروض الفنية والفرجوية خارج الفضاءات المغلقة و ورشات تنشيطية في شوارع المدينة (كرنفال , غرافتي , مسرح الشارع…).
الدورة الحالية دورة استثنائيّة من حيث البرمجة و الرؤية
وفائي أمين النباوي مدير مهرجان فنون الشارع بقصرهلال
من جهته أكد المهدي دلالة عضو الهيئة المديرة للجمعية أن مهرجان فنون الشارع ليس المشروع الوحيد الذي تبنّى فكرة “الفن للجميع” بل عملت الجمعية على ترسيخ هذا المبدأ من خلال جملة من التظاهرات كان آخرها مشروعها “أبولون 2020” الممول من المعهد الفرنسي مضيفا قوله: “مشروعنا بالأساس مجموعة من الحلقات التكوينية المجانية الموجهة للشباب المهمش بين 15 و 35 سنة بمدينك قصر هلال في عدة اختصاصات (الفن، المسرح، السينما و الصلام؟ و غيرها من التعبيرات الفنية) تحت شعار “تكوْن، عبْر، غيْر”.
وقد دفع نجاح المشروع و الإقبال الكبير على مختلف أنشطته الهيئة للمزيد من العمل والتوجه مباشرة للمناطق التي تعتبر الأكثر تهميشا حيث كانت البداية بتنظيم مائدة مستديرة بعنوان “المسرح و الشارع انبثق عنها مجموعة من التظاهرات و الأيام التنشيطية بعدد من الأحياء المهمشة بالمدينة”، وفق ما بيّنه محدثنا المهدي دلالة.
عملنا على ترسيخ هذا المبدأ من خلال جملة من التظاهرات
المهدي دلالة رئيس سابق لجمعية أبولون
من الأحياء إلى المناطق المهمشة
لم تكن تجربة “أبولون” هي الوحيدة التي عملت على تسهيل النفاذ للفن بل تعدّدت التجارب ومنها تجربة أخرى أبطالها أعضاء جمعية فسيفساء الذين أطلقوا مشروع “أحب مدينتي” وهو مشروع مموّل من طرف المعهد الفرنسي سنة 2018 بتونس يهدف إلى “تشجيع الشباب بالمناطق المهمّشة عن ولاية المنستير على تبني أسس المواطنة الفعالة وتحفيزهم على انجاز مبادرات وأنشطة تطوعية مبتكرة تحقق نوعا من التغير الايجابي و الفعال على الصعيد المحلي”.
يقول وائل بن نجيمة الرئيس السابق لجمعية فسيفساء “سعت جمعيتنا من خلال مشروع أحب مدينتي إلى تنفيذ 5 مشاريع ومبادرات مختلفة في 5 مناطق هي الأكثر تهميشا من ولاية المنستير بالشراكة مع الجمعيات المحلية حيث تم تركيز نواة مكتبة بمنزل فارسي مما سيخلق فضاء مفتوحا للمطالعة والمرافقة لأبناء الجهة علما وأنّ بلدية منزل فارسي تفتقر لمكتبة عمومية ولدار ثقافة، كما تم تهيئة وتزويق المدرسة الابتدائية الوحيدة بمنطقة الغنادة من معتمدية بني حسان” .
سعينا إلى تنفيذ 5 مشاريع ومبادرات مختلفة في 5 مناطق هي الأكثر تهميشا من ولاية المنستير
وائل بن نجيمة رئيس سابق لجمعية فسيفساء
كل هذه المشاريع و غيرها ساهمت في تعزيز الإيمان بحق النفاذ للفن لكل شرائح المجتمع وينتظر أن تكون الدورة 11 لمهرجان فنون الشارع بمدينة قصر هلال بمثابة التتويج لشراكة فعلية بين مختلف الفاعلين في المجال الثقافي بالجهة.